الاحتراق الوظيفي مفهوم يرتبط بالحالة النفسية للموظف، وهو مؤشر سيئ يدل على معاناته من بعض المشكلات في أداء الوظيفة والمهام، لذلك من المهم أن يكون واعيًا بهذا المفهوم؛ ليستطيع التعامل معه ولا يكون ذلك سببًا في القضاء على مسيرته المهنية.
💡 تعرّف على مفهوم الاحتراق الوظيفي
الاحتراق الوظيفي أو الإرهاق الوظيفي (بالإنجليزية:( Job Burnout)؛ هو حالة نفسية تُصيب الموظفين في بيئة العمل، وعلى أثرها يفقدون الرغبة والشغف، وتقل إنتاجيتهم في الأداء الوظيفي، وعادةً تُصيب هذه الحالة الأفراد العاملين مدة سبع سنوات أو أكثر في الوظيفة نفسها دون تغيير.
في ضوء ما سبق، ظهر هذا المصطلح على يد عالم النفس الأمريكي هربرت فرودنبرجر، وكان ذلك في سبعينيات القرن الماضي، إذ كان استخدامه في البداية لوصف آثار الإرهاق والإجهاد النفسي على العاملين في المهن المساعدة، مثل: الأطباء والممرضين، فهُم يُضحون بأنفسهم من أجل إنقاذ حياة الآخرين، وذلك يُعرضهم للضغط النفسي الشديد، وبعدها أصبح يُستخدم هذا المصطلح لوصف المهن الأٌخرى.
💡 يوجد 8 علامات تدل أنك محترق وظيفياً
تُكتشف هذه الحالة النفسية من خلال مجموعة من الأعراض، وتتلخص هذه الأعراض فيما يأتي:
💡 إنّ هناك مخاطر تنتج عن تجاهل علامات الاحتراق أو الإرهاق الوظيفي، ومنها الآتي:
💡 تعرّف على أسباب الاحتراق الوظيفي
إنّ هناك عدة عوامل وأسباب تُؤدي إلى الاحتراق، أهمها الآتي:
🔵 ضغط العمل
وذلك بسبب بيئة العمل المضطربة التي يشعر فيها الموظف بعدم التقدير والارتياح بناءً على عدة عوامل، منها: تدخل المدير بكل صغيرة وكبيرة، وعدم وضوح صلاحيات الموظف، والتوتر العصبي أثناء العمل لساعات طويلة.
🔵 عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية
وذلك في حال العمل لساعات طويلة، بحيث لا يستطيع الموظف قضاء بعض الوقت مع أُسرته وأصدقائه، فهذا سيخلق لديه فراغًا كبيرًا.
🔵 غياب التشجيع
من أهم الأمور التي يجب توفيرها في بيئة العمل هي تقدير الموظف أكان عبر تكريمه معنويًا أو مكافأته ماديًا، خاصة إذا كان يبذل جهدًا خارج إطار ساعات العمل، ولديه أفكار إبداعية.
جديرٌ بالذكر أنّه يُوجد فرق بين ضغط العمل والاحتراق في الوظيفة، حيث إنّ ضغط العمل يُمكن السيطرة عليه إذا استطاع الموظف معرفة مسبباته والاهتمام بعمله الذي يُؤديه، أما الاحتراق، فإنّ الموظف يشعر بفراغ كبير يفقد فيه الأمل في تغير الوضع وتحسنه، كما أنّه لا يهتم بعمله ولا يبذل مجهودًا لأجله.
🔐 إليك طريقة التعامل مع الاحتراق الوظيفي
حاول أن تفعل شيئًا. للبدء:
✔️ كن أكثر أنانية
ولا نقصد هنا ان تكون أناني دائما وانما عندما تشعر بأنك مرهق او محترق وظيفيا عليك الاهتمام بنفسك اولا ولا تقضي وقتك فقط في الاستجابة لطلبات الآخرين وتردد "نعم" باستمرار، على الرغم من أنك غارق في الغرق، فإن الاحتراق أمر لا مفر منه.
✔️ قيّم خياراتك. ناقش المخاوف المحددة مع مديرك المباشر ربما يمكنكما العمل معًا لتغيير التوقعات أو الوصول إلى تسويات أو حلول وسط. حاول أن تحدد أهدافًا لما يجب عمله وما هي الحالة التي تريحك بالعمل.
✔️ الراحة والاسترخاء
إنّ أخذ قسط من الراحة والاسترخاء قد يُساعد في إعادة ترتيب الموظف لأولوياته والانتباه إلى حاجياته، حيث يُمكن أن يأخذ عطلةً ليُمارس رياضة التأمل، أو يقرأ كتابًا، أو يستمع للموسيقى الهادئة، أو يعمل على تعديل ساعات نومه.
✔️ مارس بعض التمارين الرياضية
يمكن أن تساعدك ممارسة النشاط البدني بانتظام على التعامل مع التوتر بشكل أفضل. ويمكنها كذلك أن تساعد في إبعاد ذهنك عن العمل.
✔️ خذ قسطًا من النوم
يعيد النوم للجسم عافيته ويساعد في الحفاظ على صحتك.
✔️ التركيز الذهني
هو أن تركز على تدفق نفَسك وتصبح واعيًا بشدة بما تُحسه وتشعر به في كل لحظة بدون تأويل أو حكم. وتتضمن هذه الممارسة في بيئة العمل مواجهة المواقف بانفتاح وصبر ودون إصدار أحكام.
✔️ افعل شيئًا ذا مغزى وشيق.
خارج العمل، يجب أن تعمل في مشروع يثير اهتمامك وشغفك بغض النظر عما إذا كان الأمر يتعلق ببدء عمل جانبي أو كتابة كتاب أو إعادة ديكور منزلك المهم شي تحبه وتستمع به ويجعلك تغير جو كما نقول بالعامية.
✔️ انتبه لمشاعرك
الاحتراق الوظيفي لا ينفصل عن العاطفة، والعواطف هي أدلة قوية على ما هو مهم بالنسبة لنا
يمكن أن يساعدك الانتباه لمشاعرك السلبية وخيبة الأمل والارهاق ومالذي يجعلك تشعر بهذه المشاعر وتعمل فيما بعد على إدارته من البداية ومحاول ضبطها لا أخفيك هي صعبة، ولكنها مريحة جدا بعد التدرب تصبح عادة
✔️ الاهتمام في جودة الطعام
إنّ اتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على جودة الطعام، قد يُساعد في رفع مستوى طاقته البدنية والذهنية في العمل.
✔️ الموازنة بين العمل والحياة الشخصية
وذلك من خلال تخصيص غرفة أو زاوية معينة للعمل فيها في المنزل، وتجنب الفوضوية كوضع أوراق العمل في المطبخ أو غرفة الجلوس، بالإضافة إلى تجنب الحديث مع أفراد الأسرة حول بيئة العمل ومشكلاتها.
✔️ تطوير خطط العمل
ويكون ذلك من خلال إدراك صاحب العمل أو الشركة لأهمية التصدي للاحتراق الوظيفي، وفهم أبعاده على إنتاجية الموظفين والولاء التنظيمي، وذلك بتطبيق سياسات واضحة ومحاولة تطوير خطط العمل مع إشراك الموظفين بذلك، وسماع آرائهم حول معالجة المشكلات المتعلقة ببيئة العمل.
✔️ زيارة طبيب نفسي
إذا كان الموظف غير قادر على التعامل مع بيئة العمل، بالإضافة إلى ظهور أعراض الاحتراق الوظيفي عليه بوضوح، فإنّ عليه الذهاب إلى طبيب نفسي؛ لطلب المساعدة، حتى لا يتحول الأمر إلى حالة اكتئاب شديدة.
✔️ تغيير الوظيفة
إذا لم يكن الموظف قادرًا على الاستمرارية في العمل ويُريد الاستقالة، فإنّ البحث عن وظيفة جديدة والتفكير بتغيير مجال العمل قد يُساعد في تجديد الشغف لديه وإعادة ثقته بنفسه، مع العلم أنّ هذا الأمر ليس سهلًا، ويتطلب الصبر.
📚 ما دور الموارد البشرية في حل مشكلة الاحتراق الوظيفي؟ HR
إنّ هذا الأمر هو من أكبر مشكلات الموارد البشرية، إذ يُهدد وجود قوة عاملة ملتزمة لديها انتماء للمؤسسة، لذلك يكمن دور قسم الموارد البشرية من خلال وضع خطط تضمن الحفاظ على الموظفين، وضمان إنتاجيتهم وتحسن مستواهم، ذلك يكون عبر الآتي:
من المهم وضع برنامج إرشادي يُدمج فيه الموظفين الجدد مع القدامى، بحيث يُساعدون بعضهم البعض؛ لخلق بيئة عمل مترابطة وأقل توترًا وقلقًا.
تتعدد طرق تقدير الموظفين ومكافأتهم، مثل: إرسال رسالة تقديرية عبر البريد الإلكتروني، أو قديم هدية، أو علاوة على الراتب، أو يوم عطلة، فهذا كله يُحفز الموظفين على الإنتاجية، ويُشعرهم بأهميتهم داخل المؤسسة.
إنّ توفير برامج تدريب وتطوير للموظفين يُساعد في تحسين مهاراتهم وتطوير كفاءاتهم، مما يعود بالنفع على الموظفين والمؤسسة على حد سواء، كما له جانب يتعلق بزيادة الانتماء لبيئة العمل.
إنّ وجود المرونة في العمل يُساعد في تحقيق توازن الموظفين ما بين العمل والحياة، فمثلًا أن يكون العمل في بعض الأحيان عن بعد قد يُخفف من إرهاق الموظفين.
الخاتمة
إنّ الاحتراق الوظيفي يُؤثر على حالة الموظف النفسية، ويكون له مجموعة من الأعراض يُكشف من خلالها، مثل: الإرهاق وعدم الرضا عن الذات والتوتر الدائم، ويكون سببه هو ضغط العمل وانعدام التوازن وغياب التشجيع، وطريقة التعامل معه تكون من خلال الراحة والاهتمام بالنفس وتطوير خطط العمل أو تغيير الوظيفة.